الشّباكية: قصة حب أسطورية وحلوى رمضانية تزين المائدة المغربية

0

الشباكية: قصة حب أسطورية وحلوى رمضانية تزين المائدة المغربية

قصة الشّباكية: أسطورة حب خلف أشهر حلويات المغرب

تُعتبر الشباكية من أشهر الحلويات المغربية التي تزين مائدة الإفطار في شهر رمضان، حيث لا تكتمل المائدة الرمضانية في المغرب دون وجود الحريرة، التمر، والشباكية. هذه الحلوى ليست مجرد طعام يُقدم في الشهر الفضيل، بل هي جزء من التراث المغربي الذي يحمل في طياته قصة حب أسطورية جعلت منها رمزًا للعشق والإبداع. في هذا المقال، سنتعمق أكثر في تاريخ الشباكية، أسرار تحضيرها، انتشارها خارج المغرب، وكيفية صنعها في المنزل.

قصة حب وراء تسمية الشباكية

قصة حب وراء تسمية الشباكية

حسب الروايات الشعبية المتداولة بين المغاربة، فإن تسمية الشباكية تعود إلى قصة حب طريفة حدثت في الماضي. تقول الأسطورة إن بائع حلويات كان يتجول بين الأزقة الضيقة لبيع منتجاته، وفي أحد الأيام، لمح فتاة جميلة تطل من شباك غرفتها. كانت الفتاة تستمتع بمنظر الشارع من خلف الشباك، لكنها لم تكن تعلم أن بائع الحلويات قد وقع في حبها من النظرة الأولى.

في مجتمع محافظ مثل المجتمع المغربي، لم يكن بائع الحلويات قادرًا على التعبير عن مشاعره أو حتى التحدث إلى الفتاة. لذلك، قرر أن يعبر عن حبه بطريقته الخاصة. بعد أيام من التفكير، ابتكر حلوى جديدة أطلق عليها اسم "الشباكية" تيمنًا بالشباك الذي كانت تطل منه الفتاة. قام بتشكيل العجين على هيئة أشرطة متداخلة، محاولًا تقليد شكل الشباك الذي كان يربطه بتلك الفتاة الجميلة.

المفاجأة الصادمة

لكن القصة لم تنتهِ عند هذا الحد. وفقًا للرواية الشعبية، قرر بائع الحلويات أن يقدم هديته إلى الفتاة التي أحبها. توجه إلى الحي الذي تقطنه، لكنه فوجئ بأنها أصبحت عروسًا وتزف إلى رجل آخر. حزن البائع كثيرًا وعاد إلى بيته حيث وجد بقايا العجين التي كان قد شكلها على هيئة أشرطة. في لحظة من اليأس، قام بتداخل الأشرطة مع بعضها البعض، مما أعطى الحلوى شكلها المميز الذي نعرفه اليوم.

الشباكية: من التراث المغربي إلى العالمية

الشباكية: من التراث المغربي إلى العالمية

لم تعد الشباكية حكرًا على المغرب فقط، بل انتشرت خارج حدود المملكة وأصبحت معروفة في العديد من الدول العربية والأوروبية. يعود ذلك إلى شهرة المطبخ المغربي الذي يتميز بتنوعه وغناه بالنكهات الفريدة. اليوم، يمكن العثور على الشباكية في العديد من المطاعم والمحلات التي تقدم الحلويات الشرقية، مما يجعلها واحدة من أشهر الحلويات العربية على مستوى العالم.

الشباكية في الدول العربية

في الدول العربية مثل مصر، تونس، والجزائر، أصبحت الشباكية جزءًا من المائدة الرمضانية، حيث يتم تقديمها كحلوى تقليدية تحمل نكهة مغربية مميزة. في مصر، على سبيل المثال، يتم تقديمها مع القهوة العربية كتحلية بعد الإفطار. أما في تونس، فقد تم دمجها مع بعض النكهات المحلية مثل ماء الورد، مما أعطاها طابعًا خاصًا.

الشباكية في أوروبا

في أوروبا، وجدت الشباكية طريقها إلى قلوب محبي الحلويات الشرقية، خاصة في دول مثل فرنسا وإسبانيا. في فرنسا، حيث يعيش عدد كبير من الجالية المغربية، تُقدم الشباكية في المطاعم المغربية كمثال على غنى وتنوع المطبخ المغربي. كما أنها أصبحت جزءًا من قوائم الحلويات في العديد من المطاعم الشرقية التي تقدم أطباقًا من مختلف الثقافات العربية.

كيف تصنع الشباكية في المنزل؟

إذا كنت ترغب في تجربة صنع الشباكية في منزلك، فإليك وصفة بسيطة ومفصلة:

المكونات:

  • 500 غرام من الدقيق
  • 100 غرام من الزبدة الذائبة
  • ملعقة صغيرة من الخميرة
  • ملعقة صغيرة من الزعفران
  • رشة من الملح
  • ماء دافئ للعجن
  • زيت للقلي
  • عسل أو سكر للتزيين

طريقة التحضير:

  1. تحضير العجين: في وعاء كبير، اخلطي الدقيق مع الزبدة الذائبة، الخميرة، الزعفران، والملح. أضيفي الماء الدافئ تدريجيًا حتى تحصلي على عجينة متماسكة.
  2. راحة العجين: اتركي العجينة ترتاح لمدة 30 دقيقة في مكان دافئ.
  3. تشكيل العجين: قسمي العجينة إلى كرات صغيرة، ثم شكليها على هيئة أشرطة متداخلة. يمكنك استخدام قوالب خاصة للحصول على أشكال متنوعة.
  4. القلي: اقلي الشباكية في زيت ساخن حتى تصبح ذهبية اللون. تأكدي من أن الزيت ليس ساخنًا جدًا حتى لا تحترق الحلوى.
  5. التزيين: بعد القلي، غطي الشباكية بالعسل أو رشيها بالسكر. اتركيها تبرد قبل التقديم.


فوائد الشباكية الصحية

على الرغم من كونها حلوى غنية بالسكريات والدهون، إلا أن الشباكية تحتوي على بعض العناصر الغذائية المفيدة، مثل:

  • الزعفران: الذي يُعتبر من التوابل الغنية بمضادات الأكسدة.
  • العسل: الذي يحتوي على العديد من الفيتامينات والمعادن.
  • السمسم: الذي يُعتبر مصدرًا جيدًا للكالسيوم والبروتين.

الشباكية في العصر الحديث


مع تطور صناعة الحلويات، ظهرت أنواع حديثة من الشباكية تُضاف إليها نكهات جديدة مثل الشوكولاتة والمكسرات. كما أن بعض المخابز والحلويات أصبحت تقدمها على مدار العام، وليس فقط في رمضان، مما ساهم في زيادة شعبيتها.

الشباكية ليست مجرد حلوى رمضانية، بل هي قصة حب أسطورية تحولت إلى تراث مغربي يحتفظ به الأجداد وينقله الأحفاد. سواء كانت القصة حقيقية أم أسطورية، فإن الشباكية تظل واحدة من أشهر الحلويات التي تعبر عن ثراء المطبخ المغربي وتنوعه. في رمضان، تصبح هذه الحلوى رمزًا للفرح والاجتماع العائلي، حيث يتشارك المغاربة في تحضيرها وتقديمها على مائدة الإفطار.

إذا كنت تبحث عن تجربة جديدة في المطبخ، فلا تتردد في تحضير الشباكية في منزلك. ستكون بلا شك إضافة لذيذة إلى مائدتك الرمضانية، وستحمل معها قصة حب أسطورية ستجعل منها أكثر من مجرد حلوى.

إرسال تعليق

0 تعليقات
* من فضلك لا تقوم بتكرار التعليق، جميع التعليقات تراجع من قبل المسؤول !

Please Select Embedded Mode To show the Comment System.*

موقعنا يستخدم الـ Cookies من اجل تجربة مستخدم افضل اقرأ المزيد
Accept !